الأحد، 19 يوليو 2009

نابلس تدخل إلى موسوعة “غينيس” بكنافتها العريقة


نجح الفلسطينيون السبت بدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية عبر إعداد أكبر طبق من الكنافة بلغ طوله 74 متراً وعرضه 110 سنتيمترات ووزنه 1765 كيلوجراماً.
وخلال الاحتفال بالانتهاء من صنع طبق الكنافة بحضور آلاف المواطنين إضافة إلى رئيس الحكومة الفلسطينية "سلام فياض" وعدد من الوزراء وممثلي البعثات الدبلوماسية لدى السلطة الفلسطينية، قال "حازم الشنار" رئيس لجنة المواصفات والمقاييس الفلسطينية في وسط مدينة نابلس: طول سدر (طبق) الكنافة بلغ 74 متراً بعرض 110 سنتيمترات ووزنه 1765 كيلوجراماً وبناء على ذلك يكون هذا أكبر سدر كنافة في العالم.
وكانت الفكرة تقضي بعمل طبق كنافة بوزن 1350 كيلوجراماً لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية حسب اللجنة المنظمة لهذا الحدث الذي شارك فيه 25 من أصحاب محلات الكنافة التي تشتهر بها مدينة نابلس.
وقال الشاب "عمار غنيم" أحد المشاركين في صنع طبق الكنافة لرويترز: لقد استغرق العمل في إنتاج هذا السدر أربع وعشرين ساعة متواصلة.. أشعر بسعادة لا توصف بإنجاز هذا العمل الضخم.
واحتشد الآلاف من المواطنين القادمين من المدينة والمناطق المجاورة لها إضافة إلى عدد من الفلسطينيين الذين يقيمون في إسرائيل حول طبق الكنافة الذي ما إن أعلن عن افتتاحه لم يبق منه شيئاً بعد أن تناوله الحضور، وكان المنظمون أعلنوا أنه يكفي لستة آلاف شخص.
وبدت مدينة نابلس تنفض غبار الحصار عنها بعد سنوات من الإغلاق والحواجز التي كانت تعيق دخول المواطنين إليها والخروج منها مما افقدها ميزتها التي عرفت بها لسنوات طويلة كعاصمة اقتصادية للفلسطينيين، فقد هجرتها العديد من الإدارات الإقليمية للبنوك والشركات إضافة إلى عدد من وزارات السلطة الفلسطينية إلى رام الله.
وعملت الحكومة الفلسطينية برئاسة "فياض" على إعادة الأمن للمدينة من خلال نشر قوات الأمن الفلسطينية التابعة لها وإنهاء مظاهر الفلتان الأمني في المدينة، الأمر الذي أدى إلى رفع الحصار عنها وإزالة عدد من الحواجز التي كانت تحيط بها وتسهيل المرور على حواجز أخرى بقيت قائمة ومنها حاجز حوارة.
وقال محافظ مدينة نابلس "جمال المحيسن": لقد هجرت من المدينة خلال السنوات الماضية 423 مؤسسة اقتصادية.. نجحنا لغاية الآن في إعادة مائة منها إلى المدينة ونأمل أن تعود البقية.
وتحتفل نابلس بتنظيم مهرجان التسوق هذه الأيام والذي يمتد لشهر وتشارك فيه المدينة بأكملها بما في ذلك بلدتها القديمة بأسواقها العتيقة.
ويأمل سكان نابلس أن تكون هذه بداية عودة الحياة الطبيعية للمدينة التي اشتهرت بصناعتها التقليدية مثل الصابون والحلاوة الطحينية إضافة إلى الكنافة إلى جانب ما تضمه من آثار تاريخية قديمة تعود للفترة البيزنطية والرومانية.
وقال الشاب "عدلي باكير" الذي يعمل موظفاً في جامعة النجاح الوطنية فيما كان يقف يتابع احتفالات المواطنين في ساحة المدينة والذين شكل عشرة منهم حلقات دبكة: هذه أفكار خلاقة سواء المهرجان أو إنتاج أكبر سدر كنافة.. إنها تعيد الحياة للمدينة.. وكما تشاهد آلاف الناس يتدفقون إلى المدينة لمتابعة التسوق والاحتفالات التي يشهدها هذا المهرجان بمشاركة فرق فنية.
وأضاف: المطلوب ألا تقتصر عودة الحياة إلى المدينة خلال المهرجانات فقط بل يجب العمل أن تعود إليها الحياة بصورة دائمة من خلال إعادة مقرات الشركات والبنوك والوزارات إليها إضافة للاستمرار في تنظيم فعليات تجلب الجمهور إليها.
ويرى "فياض" في نابلس تجربة ناجحة في فرض الأمن وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وقال خلال احتفال المدينة بإنتاج أكبر طبق من الكنافة: نابلس اليوم مصنع للأمل وهذا لم يكن ممكناً لو لم يكن هناك إشاعة للأمن والأمان في هذه المدينة.
وأضاف: نابلس أكدت أنها عنوان للصمود والأمل وما تحقق من أمن وإشاعة طمأنينة يبشر بأن فجر الهوية الوطنية سيبزغ وصولاً للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وسمح استتاب الأمن في المدينة لبعض أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطة الوطنية أو القناصل العموم في القدس زيارة المدينة والالتقاء بسكانها.
وقال القنصل الأمريكي العام في القدس "جاك والس" لرويترز، فيما كان يجلس في أحد قاعات المدينة بعد مشاركته في الاحتفال: ما شاهدته اليوم كان مؤثراً جداً وهو تغير كبير.. أنا هنا كقنصل عام للسنة الرابعة.. عندما أتيت هنا للمرة الأولى بعد أشهر من وصولي إلى القدس أتيت إلى زيارة نابلس وقال لي طاقم مكتبي إن القنصل العام قبلي لم يزر نابلس منذ خمس سنوات لأن الوضع خطير ونصحوني أن أكون حذراً.
وأضاف: أتيت إلى المدينة ودخلت فيها مئات الأمتار فقط.. اليوم الوضع مختلف نحن هنا في وسط المدينة مع مجموعة من العاملين في القنصلية والوضع تغير.. الناس سعيدة هنا ويأكلون الكنافة وأصحاب العمل يقومون بعمل جيد.. هذا تغير كبير آمل أن يستمر وأن نستطيع المساعدة في تحسين الوضع الاقتصادي.
ويأمل "والس" أن يمتد هذا التحسن ليشمل كل مدن الضفة الغربية وغزة أيضاً.

0 التعليقات:

إرسال تعليق