الأربعاء، 22 يوليو 2009

الطالبة شذا أبو العيش تحدت إصابتها واستشهاد شقيقاتها الثلاثة وحصلت على معدل 95,5%


شبكة اخباريات/ غزة - مثنى النجار: لن يكـون تاريخا عاديا في ذاكـرة فلسطيـن، فهذا الـوطن انكوى بنيـران الحرب الأخيرة وتأثراتها على نفوس الناس بما فيهم طلبة الثانوية العامة وذويهم الذينسهروا الليالي قرب أبنائهم.لقاء مـع الفـرح وتباشيـر السعـادة المنهمـرة كما المطـر على قلوب الآباء كان وصفا لما شاهدته وأنا أحاور الدكتور عز الدين أبو العيش الذي فقد ثلاثة من بناته في حرب غزة الهجمية عن لحظة فرحته بنجاح ابنته شذا والتي أصيبت كذالك بالحرب وحصولها على معدل 95,5% في الفرع العلمي.يقول والد الطالبة: أنها لحظات السعادة والفرح الممزوجة بالآلام والإحزان التي عانى منها طلبة الثانوية العامة في قطاع غزة لاسيما مع مسلسل أحداث الحرب الصهيونية.واعتبر والدة الطالبة الدكتور أبو العيش المختص في أمراض النساء والولادة والعقم تفوق أبنته بمثابة مسحة دمعة لأشقائها وتحدي للاحتلال ,مشيرا إلى أن لحظة استقبالي خبر نجاح ابنتي كانت صعقة مليئة بسعادة مافي بعدها .ويشرح أبو العيش أن ابنته مكثت تدرس طيلة مرحلة علاجها من الإصابة التي أفقدتها أصابع يدها ,مؤكدا إلى أنها أصرت ترك مرحلة العلاج لحظة مكوثها بالمتشفى أثناء إصابتها وقررت تقديم الامتحان بإصبعين رغم المأساة الكبيرة التي تعرضت لها الأسرة في الحرب.ويضيف الوالد لم نرى من شذا إلا طالبة مثابرة حريصة على القراءة ,حيث كانت تطمح بان تكون من الطلبة العشر الأوائل ,مؤكدا انه توقع وابنته هذه النتيجة. وأهدى الدكتور نجاح شذا إلى شقيقاتها الشهيدات وأمهما المرحومة وبنات غزة ولكل إنسان قائلا لهم لا يوجد شي مستحيل .وبين والدها أنها تطمح دراسة تخصص هندسة كمبيوتر جامعة رونتوا بكندا .ومع بداية هذا العام ، كان أبو العيش على موعد مع الفصل الأكثر مأساوية في حياته. فخلال الحرب المجنونة التي شنت كان أبو العيش قلقا باستمرار على أبنائه الثمانية، البنات الـ 6 اللاتي أحبهن حباً كبيراً، إضافة إلى ولدين اثنين. وبعد عشرين يوماً من المذابح التي كانت تحيط بالفلسطينيين، وتحديداً في 16 يناير (كانون الثاني)، في تمام الساعة الرابعة و45 دقيقة، تحقق الكابوس، واخترقت قذيفة دبابة منزل أبو العيش وانفجرت قبل أن تلحقها قذيفة أخرى. كان الطبيب الذي تعود على إسعاف ما تيسر له من جرحى وضحايا العدوان يلاعب ابنه الصغير محمد (6 سنوات)، اهتز البيت، ثم هرع مثل مجنون نحو غرفة بناته. ما زال كلما يتذكر يبكي، ويفقد رباطة جأشه. وقف أمام أشلاء بناته يسبحن في بركة من الدماء. وقال "صرت أصرخ كالمجنون". وبدأ البحث عن ابنته الكبرى بيسان، قبل أن تقضي عليها قذيفة أخرى. كانت بيسان مدللة أبيها. يحدث أحياناً أن يعشق الأب أحد أبنائه أكثر من الآخر. قال "بيسان كانت كل شيء. الأب والأم والأخت لأشقائها، بيسان كانت مختلفة. كنت أتمنى أن أجدها على قيد الحياة". وتابع "أنا مش عارف شو صار كنت زي المذبوح. أسأل وين بيسان وين بناتي شو صار". ثكل أبو العيش بيسان (20 عاماً) وميار (15 عاماً) وآية (14عاماً) وابنة شقيقه، نور (14 عاماً). كما أصيبت ابنتاه شذا ورفا وجرح شقيقه وابنة شقيقه بجراح متوسطة وخطيرةكانت بيسان تشارف على إنهاء دراستها الجامعية في التجارة وإدارة الأعمال من الجامعة الإسلامية في غزة، وتخطط آية لأن تصبح صحافية، أما ميار فطالما حلمت بأن تصبح مثل أبيها طبيبة. ظل أبو العيش يتساءل منذ قتل بناته الثلاث، هل كان أولادي مسلحين عندما قتلوهم؟ نعم كانوا مسلحين، ولكن بسلاح الحب، حب الآخرين. وتابع بيسان ذهبت إلى معسكرات السلام منذ كانت 15 عاماً". وبرغم المرارة التي يعانيها أبو العيش، إلا أنه يعتقد أن الله اختاره وبناته ليكشف للعالم حجم المعاناة والكارثة والمأساة التي يعيشها وعاشها أهل القطاع في الحرب الاخيرة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق